{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ} يعني: المطر من السماء والنبات من الأرض. وأصل البركة: المواظبة على الشيء، أي: تابعنا عليهم المطر والنبات ورفعنا عنهم القحط والجدب، {وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} من الأعمال الخبيثة.{أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى} الذين كفروا وكذبوا، يعني: أهل مكة وما حولها، {أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا} عذابنا، {بَيَاتًا} ليلا {وَهُمْ نَائِمُونَ}.{أَوَأَمِنَ} قرأ أهل الحجاز والشام: {أوْ أمن} بسكون الواو، والباقون بفتحها، {أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى} أي: نهارا، والضحى: صدر النهار، ووقت انبساط الشمس، {وَهُمْ يَلْعَبُونَ} ساهون لاهون.{أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} ومكر الله استدراجه إياهم بما أنعم عليهم في دنياهم. وقال عطية: يعني أخذه وعذابه.{أَوَلَمْ يَهْدِ} قرأ قتادة ويعقوب: {نهد} بالنون على التعظيم، والباقون بالياء على التفريدُ يعني أوَلم نبين، {لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأرْضَ مِنْ بَعْدِ} هلاك {أَهْلِهَا} الذين كانوا فيها قبلهم {أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ} أي: أخذناهم وعاقبناهم، {بِذُنُوبِهِمْ} كما عاقبنا من قبلهم، {وَنَطْبَعُ} نختم {عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ} الإيمان ولا يقبلون الموعظة، قال الزجاج: قوله: {وَنَطْبَعُ عَلَى} منقطع عما قبله لأن قوله: {أَصَبْنَاهُمْ} ماض و{نطبع} مستقبل.